قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم. لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم. شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة
شرح كتاب العظمة المجموعة الثانية
121552 مشاهدة
تنوع الخلق دليل على قدرة الله المطلقة

...............................................................................


إذا تأملنا في هذه المخلوقات وجدنا أنها عجب من العجاب، جعل الله تعالى فيها الكبير والصغير، فتجد فيها ما هو كبير الجثة؛ كالجمل أو الفيل أو الزرافة أو ما أشبهها، وتجد في الطيور أيضا ما هو كبير الجرم؛ كالنعام والنسر وما أشبهه، وتجد فيها ما هو صغير في غاية الصغر؛ كالبعوض والذر مع اختلافه، الذر والنمل أنواع كثيرة لو اجتمع الخلق على أن يخلقوا ذرة ما قدروا.
ولهذا في الحديث القدسي أن الله تعالى، يقول: ومن أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي فليخلقوا ذرة أو ليخلقوا برة أو ليخلقوا شعيرة أي: لا يقدرون على أن يخلقوا حبة بر؛ مثل الحبة الطبيعية بحيث أنها يكون فيها طعمها وعليها قشرها وتنبت إذا بذرت، ويكون لها سنبل ويكون لها قصب، لا يقدرون أن يخلقوا مثل هذه البرة ولا مثل هذه الشعيرة، ولو صوروا مثلها صورة فإنها لا تكون في طبعها؛ أي الحبوب الطبيعية هل تنبت إذا بذرت في الأرض شعيرا أو برا أو أرزا؟
لا تنبت، ولا ينبت إلا ما هو طبيعي من خلق الله تعالى، لهذا تحدى الله تعالى جميع الخلق بقوله: فليخلقوا ذرة! هل يقدرون أن يخلقوا هذه الذرة مع صغرها يركبوا فيها أعضاءها؟