القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير logo إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به) عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر.
shape
شرح كتاب العظمة المجموعة الثانية
148939 مشاهدة print word pdf
line-top
تنوع الخلق دليل على قدرة الله المطلقة

...............................................................................


إذا تأملنا في هذه المخلوقات وجدنا أنها عجب من العجاب، جعل الله تعالى فيها الكبير والصغير، فتجد فيها ما هو كبير الجثة؛ كالجمل أو الفيل أو الزرافة أو ما أشبهها، وتجد في الطيور أيضا ما هو كبير الجرم؛ كالنعام والنسر وما أشبهه، وتجد فيها ما هو صغير في غاية الصغر؛ كالبعوض والذر مع اختلافه، الذر والنمل أنواع كثيرة لو اجتمع الخلق على أن يخلقوا ذرة ما قدروا.
ولهذا في الحديث القدسي أن الله تعالى، يقول: ومن أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي فليخلقوا ذرة أو ليخلقوا برة أو ليخلقوا شعيرة أي: لا يقدرون على أن يخلقوا حبة بر؛ مثل الحبة الطبيعية بحيث أنها يكون فيها طعمها وعليها قشرها وتنبت إذا بذرت، ويكون لها سنبل ويكون لها قصب، لا يقدرون أن يخلقوا مثل هذه البرة ولا مثل هذه الشعيرة، ولو صوروا مثلها صورة فإنها لا تكون في طبعها؛ أي الحبوب الطبيعية هل تنبت إذا بذرت في الأرض شعيرا أو برا أو أرزا؟
لا تنبت، ولا ينبت إلا ما هو طبيعي من خلق الله تعالى، لهذا تحدى الله تعالى جميع الخلق بقوله: فليخلقوا ذرة! هل يقدرون أن يخلقوا هذه الذرة مع صغرها يركبوا فيها أعضاءها؟

line-bottom